(معنا ستفقد30 كيلو جرام من وزنك في الأسبوع )،( أسرع الطرق للحصول علي جسم رشيق )،( تخلص من وزنك الزائد في أيام معدودة ) الخ ، هذه بعض النماذج إعلانات التخسيس أو التنحيف السريع التي تغرق الميديا العربية سواء في الصحف والمجلات أو الفضائيات أو الانترنيت ، مراكز متخصصة وغير متخصصة ، جراحات ربط المعدة ، حبوب صينية وأمريكية واندونيسية ، حقن كذلك ، الإبر الصينية ، الأنظمة الغذائية , الأعشاب ، سوق بالفعل كبير لما يمكن أن نسميه التخسيس أو التنحيف السريع و القسري .

في المقابل تتزايد أعداد هؤلاء الذين أصبحوا يعانون من مشكلة مزعجة هي التالية : " فقدت 30 كجم من وزني لكني عدت إلي وزني القديم بعد أسابيع قليلة ، هذا تكرر معي أكثر من 5 مرات ، أفقد وزني وأعود إلي الزيادة مرة أخري ما الحل إذن " هذه الشكوى أصبحت معتادة لدي الكثيرين الذين يسعون إلي فقد وزنهم والمشكلة الحقيقية من وجهة نظري هي اتفاق هؤلاء جميعاً علي رغبتهم في أن يكون فقدانهم لتلك الزيادة بشكل سريع ، وهنا مربط الفرس فهذا الفقدان السريع للوزن هو السبب الرئيسي للعودة السريعة للوزن القديم ..

نفس الثقافة التي كانت السبب الرئيسي للسمنة ، هي التي تدفع هؤلاء إلي التفكير بتلك الطريقة ، فإذا كانت الوجبات السريعة أو نمط الغذاء العصري الملغم بالعديد والعديد من محفزات السمنة هو أحد روافد الثقافة العصرية فان العودة إلي الوزن الصحيح لابد أن تحدث – حسبا لمفهوم تلك الثقافة التي هي كارثة حقيقة والتعبير هنا من عندي – لابد أن تحدث بشكل سريع ، فالجميع لا يملك وقتاً ، الجميع في عجلة من أمره ، هذه تحتاج لأن تفقد عدة كيلوجرامات من وزنها لان زواجها بعد شهر ، وهذا يحتاج أن يفقد بضعة كجرامات حتى يستطيع التقدم إلي وظيفة أو جامعة تشترط أوزاناً معينة ، هذا ناهيك عن المشاهير ، هذه لديها فيلم والشخصية نحيفة ، الخ ، الجميع يحتاج إلي طرق سريعة !!!!

قبل سنوات كان فقدان الوزن بهذا المعدل وبهذه السرعة معضلة ، لكن الوضع الآن مختلف - وليته لم يكن كذلك – فقد أصبح من الممكن تحقيق الرغبة الملحة : فقدان عدد كبير من الكيلو جرامات في وقت قياسي ، الذي يستغربه هؤلاء هو الأتي : لماذا أعود سريعاً إلي وزني السابق ؟؟؟؟

والإجابة عن هؤلاء شديدة البساطة !!! ألا وهي أن فقدانك للوزن بهذا الشكل السريع لا يعني أن طبيعة جسدك قد تغيرت ، هي حالة طارئة ، تغير طارئ وليس تحولاً جوهرياً ، ليس بالنسبة لجسدك بل بالنسبة لحياتك كلها ، فبقليل من التأمل ستكتشف أن نمط غذائك هو هو كما كان قبل التخسيس ، ولا تنسي أن هناك أطراف شديدة الأهمية في هذه المعادلة لابد من الالتفات إليها منها علي سبيل المثال لا الحصر ، حجم المعدة – الهرمونات – الجينوم الوراثي الخ وهي أطراف عصية لا يمكن التعامل معها بتلك الآلية السريعة ، هذا ناهيك أن تغيير نمط غذائك ، بل لن أبالغ إن قلت تغيير نمط حياتك كلها وبلا رجعة هو الذي أري أنه هو الضمان الوحيد لتجاوز تلك المشكلة وأضيف هنا آلية مهمة تسمح لكل ذلك بالتحقق ألا وهي عامل الوقت والتدرج البطيء في فقدان الوزن

أشرف العناني

ساهم معنا في حملتنا بتجاربك

اضغط هنا

0 Comments:

Post a Comment



رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية

Blogger Template by Blogcrowds