النحول .. ثقافة عربية بامتياز








لسنوات طويلة وصورة العربي عند الغرب لم تتغير ، تلك الصورة الشهوانية الهوليودية ، التي يتكئ فيها العربي البدين بزيه التقليدي يتدلي كرشه علي الفراش الوثير وأمامه ما لذ وطاب من الأطعمة والشراب ، تحت قدميه الحريم الريحانات ، شقراوات ، سمراوات ، وزنجيات ، محفات ريش النعام هنا ضرورية !!!!!!!!

هارون الرشيد في نظر الغرب ليس مجرد حالة ، استثناء ، بل صورة كاملة تنسحب علي العرب ، كل العرب ، ولن يحتاجوا في رسم تلك الصورة إلي دعم ، فحكايات ألف ليلة وليلة ستمدهم بما لا حصر له من الصور الخرافية عن الشهوانية العربية .

بالطبع هناك في الواقع العربيالحديث – للأسف الشديد – ما يؤيد ذلك ، خصوصاً بعد طفرة البترول التي نقلت مجتمع الصحراء نقلة مفاجأة إلي حالة الوفرة ، أو ما يسميه البعض بالرفاهة، تلك الحالة التي كسرت كثير من قيم الثقافة العربية

الجذور

أبداً لم تكن البدانة في الثقافة العربية القديمة محل فخر ، علي العكس تماماً كان النحافة ، أو النحول بالتعبير العربي القديم هو مبعث الفخر والتباهي والاعتزاز ، فهذا شاعر عربي مخضرم يقول :

كفي بجسمي نحولاً أنني رجللولا مخاطبتي إياك لم ترني

فيرد عليه شاعر عربي أخر :

كفي بجسمي نحولاً أنني رجللو هبت الريح له طار

هذا بالنسبة للرجل أما الأنثى العربية القديمة فكان الغالب عليها النحول ، والبدانة المعتدلة هي الصفة النادرة ، وتلك الندرة هي التي جعلتها صفة محبوبة في النساء ، لذا لا تستغرب أن يطري الشعراء العرب القدامى علي الأنثى الريانة ، الممتلئة باعتدال .

فيما تبقي من ثقافة عربية ، في الصحراء العربية ، هذه الثقافة ما زالت سائدة - عندنا في سيناء علي سبيل المثال - حيث البدانة في الرجال صفة غير محمودة بل ربما تكون مخزية

الإسلام جاء ليؤكد تلك الثقافة

نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع – المعدة بيت الداء – ما ملأ اّدمي وعاء شراً من بطن بحسب ابن اّدم لقيمات يقمن صلبه فان كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه – هذه الأحاديث الشريفة الصحيحة عن رسولنا الكريم ، محمد ، صلوات الله وسلامه عليه وأخري غيرها إنما تؤكد تلك الحقيقة ، وهي أن التخمة أبداً لم تكن من الثقافة العربية وأن النحول هو الثقافة العربية الأصيلة ..

وفي طب الأعشاب القديم لا تستغرب أنك لن تعثر علي وصفة للتنحيف ، بل كل الوصفات السائدة هي وصفات للسمنة ، فالسائد كما قلنا هو النحافة

فما الذي حدث ؟؟؟؟؟؟؟؟

من نعيم الصحراء إلي جحيم البترول ؟؟؟

في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 ، كان للملك" فيصل "رحمه الله موقفاً مشرفاً حين هدده الأمريكان علي أثر موقفه بمنع البترول عن كل الدول التي تؤيد إسرائيل قال لهم ما معناه أننا لن نموت من الجوع طالما إبلنا ونخيلنا في الصحراء ، ولن نخسر شيئاً إذا عدنا إليهما ..

وللحديث بقية

أشرف العناني

باحث حر في طب الأعشاب

عودة الي ارتباطات حملة أعشاب أون لاين لمكافحة السمنة المفرطة

0 Comments:

Post a Comment



رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية

Blogger Template by Blogcrowds