السؤال البديهي الذي يجب أن يسأله كل من يرغب في التخلص من السمنة هو الآتي : كيف وصلت إلي هذا الوضع ؟؟؟ كيف أصبحت بدينا ؟؟؟ ما هي الأسباب الجوهرية وراء حدوث ذلك ؟؟؟ هذا السؤال يجب أن تسأله لنفسك أولاً وأخيراً فأنت الوحيد القادر علي الإجابة وأهم من هذا ، أنت أيضا الوحيد القادر علي اتخاذ قرار حاسم لتغيير هذا الوضع ..

أما نحن فيمكننا فقط أن نساعدك في الإجابة عن هذا السؤال فنقول أن جوهر الموضوع هو السعرات الحرارية ، هذه السعرات الحرارية وظيفتها الأساسية توفير الطاقة لأعضاء الجسم وذلك للقيام بوظائفها الحيوية ، بمعني أصح هي الوقود الحيوي لتشغيل الجسد ، وأنت نحصل علي هذه السعرات عن طريق الغذاء ، والمصادر الأساسية لهذا الوقود هي السكريات والنشويات والدهون ، إذن جسدنا يحرق تلك الدهون للحصول علي الطاقة ، وكلما كانت الطاقة أكبر كلما كانت حاجتنا لسعرات حرارية أكبر .

علي سبيل المثال كمية السعرات التي نحتاجها لكي نجري أكثر من كمية السعرات التي نحتاجها كي نمشي ، أيضا كمية السعرات التي نحتاجها لكي نمشي كيلو متر أكثر بكثير من السعرات التي نحتاجها لكي نمشي 100 متر وهكذا , فكلما بذل الجسم مجهوداً أكبر كلما حرق كمية أكبر من السعرات ، ويستوي في ذلك المجهود الذهني والعضلي ، فإذا قلنا أنه من النادر أن تجد رياضيا مصاباً بالسمنة لأنه يبذل مجهوداً عضلياً يحرق المزيد من السعرات فإننا سنلاحظ أيضاً أنه من النادر أن نجد شاعراً أو كاتباً مصاباً بالسمنة لأن المجهود الذهني الذي يبذله يحرق المزيد والمزيد من السعرات أيضا .

من أين تأتي السمنة إذن ؟؟؟ تأتي السمنة من تلك المعادلة البسيطة : أن يبذل الجسم مجهوداً أقل في مقابل أنه يحصل علي سعرات حرارية أكثر عن طريق غذائه أو شرابه ، تلك السعرات الزائدة لا يحتاجها الجسم ، فيضطر إلي تخزينها كدهون في العضلات والكبد بشكل أساسي وهنا تبدأ المشكلة إذ تتراكم تلك الدهون مسببة مشاكل صحية نعرفها جميعاً .

جميل !!!!! سيقول البعض لكنك أهملت عوامل شديدة الأهمية مثل الهرمونات والجينات الوراثية الخ ، هنا أردكم للقانون الطبيعي الثابت " المادة لا تنشأ ولا تفني من عدم ، بمعني أننا لو حرمنا الجسم من أي مصدر للدهون ، هل تستطيع تلك العوامل خلق الدهون من العدم ؟؟؟ بالطبع لا ، أنا لا أنكر أن للهرمونات والعوامل الأخرى لها دور لكنه ليس دوراً أساسياً ، هو دور ثانوي يتفاعل بوجود المشكلة ، هو يصعّد معدلات تخزين الدهون ، لكنه علي سبيل المثال لا يستطيع عمل ذلك إذا افترضنا أن الجسم في حاجة لحرقها للحصول علي الطاقة ..

ما هو المطلوب منك إذن : المطلوب منك ببساطة أن تقلب المعادلة , فبدلاً من كونك فيما قبل كنت تبذل مجهوداً أقل وتحصل من غذائك علي سعرات أكثر عليك أن تبذل مجهوداً أكثر وتحصل علي سعرات أقل وأقل فيضطر جسدك حني يوفر الوقود الحيوي إلي حرق المزيد من الدهون ، وشيئاً فشيئاً ستتخلص من السمنة ، وكما قلت سابقاً أن هذا المجهود ليس شرطاً أن يكون مجهوداً عضلياً ، ربما كان مجوداً ذهنياً ، سيقول البعض أنك تجرنا إلي الجوع ، من قال ذلك ؟؟؟؟؟ أنا فقط أطالبك بتقليص السعرات الحرارية التي تحصل عليها من غذائك لأقصي حد ممكن ، والغذاء ليس فقط سعرات حرارية ، فهناك العديد والعديد من الأغذية اللذيذة والمفيدة التي تحتوي سعرات حرارية أقل وهذا المجال ستجد معلومات كثيرة متوفرة عنه في الانترنيت ومصادر معرفية أخري

أخيراً وتلك هي النقطة الجوهرية : كيف يمكنك أن تغير حياتك تبعاً لذلك ؟؟؟ وللإجابة عن هذا السؤال تأمل علي ما تفعله علي مدار اليوم ، ستكتشف أنك تقريباً لا تبذل مجهوداً يذكر ، لا عضليا ولا ذهنيا ، جالس هكذا أمام التلفزيون ، من السيارة إلي المكيف، مسترخ علي الدوام , مترهل ، لا تمشي ، لا تتحرك ، لا تنفعل، لا تفكر وهذا أسوأ ما في الموضوع، والكارثة الحقيقة أن مستمتع بكل , راض عن ذلك ومن هذا الرضا تستمد رغبتك في أن لا تمس رغبتك في التخلص من السمنة تلك الثوابت فهل هناك أمل من تتمرد عليها ؟؟؟؟؟؟؟؟

الإجابة عندك وليست عندنا

أشرف العناني

باحث حر في طب الأعشاب

2 Comments:

  1. غير معرف said...
    نحتاج أكثر من ذلك
    أعشاب أون لاين said...
    أهلا بك أخ محمد
    ونعدك بأن نقدم المزيد بعون الله

Post a Comment



رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية

Blogger Template by Blogcrowds